الجمعة، 13 أبريل 2012

إذا كان الإعلام السوري كاذباً .. فماذا عن الجزيرة؟!


هل سألتم أنفسكم: لماذا لم تقل الجزيرة : الإعلام المصري كاذب والإعلام التونسي كاذب والإعلام الليبي كاذب والإعلام اليمني كاذب واكتقت بتوجيه تهمة الكذب للإعلام السوري؟
 الجواب ببساطة لأن أياً من هذه الدول المذكورة (مصر وليبيا واليمن وتونس) لم يستطع إعلامها أن يسجل أي نقطة في تصديه لضربات الجزيرة الاحترافية ، فإعلام كالإعلام المصري الذي يعتبر أقدم مدرسة عربية ، لم يتمكن من رد اتهامات الجزيرة أو حرف أنظار المتابعين باتجاهه ، مع أنه يملك كادراً ضخماً وإمكانيات هائلة وتاريخاً عريقاً وعدداً كبيراً من المنابر المرئية والمسموعة والمكتوبة... الجزيرة التي انتفخت كثيراً بعد انتصاراتها السهلة على منافسيها لم تكن تتوقع أن تكون الضربة القاضية على يد الإعلام السوري الذي لا ننكر أن فيه الكثير من المآخذ التي لم تكن ترضي حتى العاملين فيه ، لكنه كان مختلفاً في تعاطيه مع مسألة الوطن فأبلى بلاء حسناً أقض مضاجع رؤوس الجزيرة فبدؤوا يشنون الحملة المسعورة على الإعلام السوري وحده دون غيره، وخاصة عندما استطاع أن يفضح ألاعيب الجزيرة في عدد من القصص التي أملت الجزيرة أن تحقق بها ضربة صحفية بارعة تهوي بإعلام سورية ومن بعده بكامل سورية إلى الجحيم المنشود قطرياً.

 على سبيل المثال لا الحصر ، قضية زينب الحصني وكم التقارير الكبير الذي أعدته الجزيرة لتجييش العواطف تجاه هذه الضحية المسكينة التي اغتصبت وقتلت وقطعت وحرقت على قناة الجزيرة ، لكنها ظهرت حية ترزق على التلفزيون السوري بشحمها ولحمها ، وتعرفت عليها كل جمعيات حقوق الإنسان في العالم ، وأقرت وسائل الإعلام التي تحترم اسمها بصدقية ما جاء في التلفزيون السوري وكذب افتراءات الجزيرة ، فما كان من الجزيرة إلا أن حركت عملاءها على الأرض لتزيد من وتيرة اتهام الإعلام السوري بأنه كاذب !!

     
  زينب الحصني كما ظهرت في التلفزيون السوري .. والجزيرة والعربية لم ينفيا خبر مقتلها

 وخرجت مظاهرات في مناطق معروفة للجزيرة ومجهولة للسوريين تحمل لافتات بحجم الفيلة وقد كتب عليها: الإعلام السوري كاذب، ووحدها الجزيرة نقلت هذه المظاهرات على الهواء!! ويوم أمس 10-3-2012 تنصل فيصل القاسم -وهو أحد أهم الأعمدة في الجزيرة -من قصة زينب الحصني ، وكذب على الملايين بأنها لم تذكر في برنامجه أبداً ولم يتطرق إلى ما جرى لها ، مع أن الكل يعرف أن تلك الحلقة استضافت كومبارس الجزيرة رئيس تونس الحالي المنصف المرزوقي في مواجهة طالب إبراهيم، فهل ما زال القاسم متناسياً ؟؟

 فضيحة أخرى للجزيرة كانت في رواية مقتل الطفل ساري الساعود على يد الجيش السوري واللقطات التي عرضتها الجزيرة لأمه الثكلى تبكيه بين مجموعة القتلة ، وأظهرت المشهد على أن الطفل الشهيد استهدف من قبل الجيش السوري مثل كل سوري حر شريف! ودون تمييز لدين أو طائفة -يحسب الجزيرة طبعاً-!! لتظهر الأم الثكلى بعد يوم واحد وتحكي ما جرى معها وتلوم خروج الجيش السوري من "الحواير" مما أدى إلى النهاية المأساوية لولدها ،فلو "بقي الجيش لما مات ساري" كما قالت، بخلاف رواية الجزيرة ، ثم لتتهم الجزيرة بالمشاركة في قتل ابنها لأنها عرضت الصور مباشرة حتى قبل أن يعلم بقية أفراد أسرة الطفل الشهيد بما جرى.. وأيضاً بعد هذه القصة بدأت الجزيرة حملة رفع اللافتات أن الإعلام السوري كاذب ، و"شكراً يا جزيرة"!!

قصة ثالثة أسقطت أسطورة الجزيرة هي قصة أحمد البياسة الذي تزج الجزيرة باسمه دائماً على أنه ذلك الشاب الذي انتهكت كرامته على أيدي بعض "الزعران" المسيئين للأمن السوري وعرضت صوره حتى على التلفزيون السوري في دلالة على رفض هذا الفعل، واتصل أحد الأشخاص بالتلفزيون من العراق ليدعي أن المشهد حصل هناك ، ومع ذلك طالب التلفزيون السوري كل من يعرف أحداً من الأشخاص الظاهرين في الصور أن يبادر بالاتصال من أجل الاستيضاح. الجزيرة لم تأخذ من كل هذا سوى اتصال الشخص العراقي الذي ألصق الحادثة بالبشمركة، ونسجت حول هذه القصة مأثرة زائفة تلاشت حتى انعدمت عندما استمرت الجزيرة في المتاجرة باسم هذا الشاب وبدمه ، فقررت عمل قصة تراجيدية حول آخر أيام عاشها هذا الشاب في مبنى المخابرات العامة في كفرسوسة مع تحديد رقم الطابق والغرفة التي لفظ فيها انفاسه مختنقاً بحذاء اللواء "علي مملوك" الذي داس حنجرته حتى الموت..وأسندت كتابة هذا التقرير إلى كبير كتابها الصحفي الإخونجي فوزي بشرى ، لتضيف فوق كل هذا أن لديها أشرطة مسربة لهذه الحادثة الفظيعة وأنها لن تعرضها حرصاً على المشاعر! واستضافت للتعليق على هذه القصة تاجر البشر المعروف عمار القربي الذي ادعى أنه هو من قام بتسريب الأشرطة، لكن المفاجأة كانت بعد ساعات من عرض التقرير على الجزيرة أن ظهر البياسة حياً وبشحمه ولحمه يتحدث عما رآه على شاشة الجزيرة !!!

          
    الجزيرة منبر ألكذب وألفبركة ألمفضوحة

وحتى اللحظة ما زلت أنتظر رؤية الأشرطة التي تمتلكها الجزيرة. وبعد هذه القصة أيضاً استعر شعار "الإعلام السوري كاذب" وصار الهتاف الأول في المظاهرات المنقولة على الجزيرة وفي رسائل الsms المرسلة إليها من كل حدب وصوب ، من داخل مكاتب القناة ومن خارجها. طبعاً هذا غيض من فيض ، وهناك عشرات الفصص من قصة هلا المنجد إلى قصة سجون اليمن التي تبين أنها في العراق ومن أرشيف قناة العربية ! ،إلى قصة احتلال الساحات في دمشق إلى إلى إلى.. والقائمة تطول جداً. ألم يكن من الإنصاف أن تقول الجزيرة على الأقل "الجزيرة كذبت مرة" ؟ لا نريدها أن تقول عن نفسها إنها كاذبة، فهذا أمر مفروغ منه، ولكن على الأقل أن تمر على كذباتها، ولو حتى بمبرر من قبيل كذبة نيسان أو جل الذي لا يخطئ! كما فعلت وسائل إعلام عالمية مثل zdf و bbc وabc وap و غيرها عندما أدركت انكشاف كذباتها ؟
 أليس من الإنصاف أيضاً أن تقول الجزيرة إن الإعلام البحريني الذي لا يرى 90 بالمائة من البحرينيين كاذب بل وأفاق؟! وإن الإعلام السعودي الذي يحمل جينات مسيلمة النجدي أيضاً كاذب ودجال؟! وأن الإعلام الأردني محتال وأن الإعلام الكويتي مخادع ؟؟!وأن الإعلام المغربي عميل؟! وعلى ذكر العمالة .. إحدى الضربات الموجعة كانت بانكشاف عمالة خنفر الجزيرة الأشم لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ، ولسخرية القدر فإن "ويكيليكس" التي طبلت الجزيرة وزمرت لوثائقها، هي من كشف عمالة هذا الخنفر، في الوقت الذي لم يكن يمضي فيه يوم، إلا وتنبش الجزيرة بين أوراق ويكيليكس لتأتي بفضيحة توقع بها فتنة ، فلما جاءت فضيحة خنفرها إليها تجاهلت الموضوع وكأنه لم يكن ولم تعد تنبش في اوراق ويكيليكس !!
 الإعلام السوري البسيط بأدواته أسقط هذه الظاهرة الإعلامية الفارغة المسماة بالجزيرة ، وهي اليوم تحارب لترمي علاتها على الآخرين ، وما برنامج فيصل القاسم إلا محاولة من باب آخر الطب من أجل تكريس فكرة كذب الإعلام السوري، لكن براعة رد الإعلامي اللبناني سالم زهران حينما قال للقاسم "لو ما كان الإعلام السوري زاعجك ما كنت عملت هالحلقة" ، جعلني أستشعر القاسم في داخله وقد انعقدت أمعاؤه ومن خارجه و قد تقاطرت صعلته عرقاً لأنه أدرك أنه لم ينجح في المهمة الموكلة إليه، وهو يعرف ببصيرته الإعلامية أن غرق جزيرته في مستنقع الوحل الآسن قاد بات حتمياً بسبب الإعلام السوري.
من قلم   :  دالا امير-عرب تايمز