السبت، 22 سبتمبر 2012

«الويمبـي»: مـن هنـا مـرّت المقــاومـة ,«القومي» يحيي الذكرى الثلاثين لعمليّة خالد علوان





نقطة انطلاق
تقدم الشاب خالد علوان، في 24 أيلول 1982، في اتجاه مقهى «الويمبي» على رصيف شارع الحمرا. يجلس في باحته الخارجية أربعة ضباط إسرائيليين. كان يلبس ثياباً مدنية. كأنه يتمشى. أخرج مسدسه فجأة وأطلق النار. أفرغ مخزنه. كان المسدس لقيادي تاريخي في «الحزب السوري القومي الاجتماعي» هو عبدالله سعادة. قتل ضابطاً إسرائيلياً وجرح جنديين اثنين. هرب بعدها عبر شارع عبد العزيز. لم يُعلن ان علوان هو من نفذ عملية «الويمبي» إلا بعد الانسحاب الإسرائيلي من بيروت. هكذا، صارت هذه العملية العسكرية الفردية نقطة انطلاق تاريخية لسلسلة عمليات مشابهة موجهة ضد الاحتلال الإسرائيلي لبيروت، لتصل إلى نحو عملية واحدة كل خمس ساعات.

الرفيق ميشال او خالد علوان
إرتبط اسم الرفيق ميشال أو خالد علوان بشارع الحمرا وبعملية مقهى الويمبي في بيروت التي شكلت بداية زمن المقاومة فكانت عمليته البطولية فاتحة تحرير العاصمة بيروت وصولا الى سلسلة عمليات المقاومة التي أفضت الى تحرير معظم الأراضي اللبنانية في الاعوام القادمة وصولاً الى دحر جيش الاحتلال في أيار من العام 2000 وصولاً الى انتصار المقاومة على آلة الحرب الاسرائيلية في عدوان تموز 2006.
وتبقى المفارقة أن خالد علوان لم يستشهد في اثناء تنفيذه عملية الويمبي، لكنه واصل عمله المقاوم وشارك في عدد من العمليات ضد الاحتلال قبل أن تنال منه رصاصات الداخل على أحد حواجزألحزب ألتقدمي ألاشتراكي 
في منطقة باتر في قضاء الشوف اثناء فترة الحرب اللبنانية.







لم يكن حشد «الحزب السوري القومي الاجتماعي»، في شارع الحمرا أمس، غريباً. لكنه، في غير هذه المناسبة، يكون أقل ظهوراً.

تذكر، أمس، السوريون القوميون عملية «الويمبي» التي نفذها أحد عناصره خالد علوان، في 24 أيلول 1982. أقفلوا، بحشدهم، ساحته المشرفة على تقاطع طرق. تحضر أهل الشارع إلى «يوم الحشد» هذا قبل أسبوع. إذ انتشرت لافتات وصور حزبية. حمل القوميون أعلام حزبهم و«جبهة المقاومة الوطنية». كانوا هادئون.
تحيل هذه الذكرى «إلى أسلوب حياتنا. إلى المقاومة»، كما قال أحد المشاركين. هكذا، في رأيه، انتقل الحزب إلى مستوى آخر من المقاومة. لا يحدد هذا المستوى الجديد. ولا يصفه. لكن كل شيء يهون في سبيل تذكر هذه العملية. يستطرد الرجل في تخيل المشهد. كأنه مستمر. تعني محاولة إعادة الحديث إلى الحاضر، عنده، استطراداً في التذكر والتخيل. والذكرى هذه، في رأي مشارك آخر، «أهم ذكريات الحزب. وجبهة المقاومة الوطنية أيضاً. إذ كان الرفيق خالد علوان أول من نفذ عملية ضد الإسرائيليين في بيروت. نفذها بقرار ذاتي». ليست ذاتية القرار أمراً هيناً في رواية القوميين. تسمعها مراراً. وهم، عطفاً على لافتة معلقة، يرجعون كل شيء إلى «تعاليم سعادة». 
تقول السيدة القومية إنها تحضر الذكرى في كل سنة. تعبر بحضورها عن وفائها لكل المقاومين. «صنع هؤلاء كرامتنا وعزتنا»، وفقها. وهم بين «تحيا سوريا» وأخرى يتحدثون عن «وقفة العز» تلك. ولا يغيب عنهم ذكر مرجعهم. «كما يقول الزعيم». يشير الشاب المشارك إلى اللافتة التي علقت من أجل هذه المناسبة. يقف تحتها الحضور الرسمي. تحمل صورة لعلوان واقتباساً لأنطون سعادة: «قد تسقط أجسادنا أما نفوسنا فقد فرضت حقيقتها على هذا الوجود». يقرأها كأن الكلام ومعناه خلصا من بعدها.
يصف مقدم الاحتفال الحزب بأنه «حزب الدماء التي تلبي النداء». هكذا. و«حزب الفكر والحركة والقوة والفعل» و«حزب الرجال والمواقف». ستبقى فلسطين «شعلة قلوب القوميين». أو قلوبنا. وقلب أول المتحدثين، الأسير المحرر سمير القنطار، الذي وجّه تحية إلى علوان الذي «كان رفيق دربنا في الأسر». وفي سياق انشغاله في الحفاظ على الذاكرة الوطنية وجه تحية إلى «البطل حبيب الشرتوني». 
مثل أبو عماد رامز، من «الجبهة الشعبية- القيادة العامة»، الفصائل الفلسطينية. هكذا، أكد أن قوى المقاومة لا ترى عدواً دائماً لها إلا العدو الإسرائيلي. وليست غير المقاومة من يمكنه أن يعيد الشعب الفلسطيني إلى كامل أرضه.
وتحدث معن بشور باسم القوى الوطنية اللبنانية. رأى في الذكرى ما يتجاوز الوفاء «إلى محاولة الحفاظ على الذاكرة. إذ إن وطناً بلا ذاكرة هو وطن بلا كرامة».
أما عن الحزب القومي فتحدث نائب رئيسه، الأمين توفيق مهنا. أشار أيضاً إلى وقفة العز. «كيف تكون إذا لم تختصرها في العاصمة طلقات مقاوم ضد جنود العدو». لا خيار غير المقاومة، وفقه، أسقط «اتفاقات العار وهزم العدو وحقق التحرير في العام 2000 وأوجد معادلة جديدة في العام 2006 وضعت العدو أمام مأزق وجودي. ماذا قدم خياركم؟».
تبقى سوريا. هذه تتعرض لمؤامرة، على ما أجمعوا. لكنها «في طريقها إلى النصر»، وفق القنطار.
  بتصرف عن مقال عاصم بدر الدين22/09/2012